هذا جناي وخياره فيه
|
|
إذ كلّ جانٍ يده إلى فيه
|
ورآه عدي بن حاتم وبين يديه ماء قراح ، وكسيرات من خبز
الشعير فقال : لا أرى لك يا أمير المؤمنين أن تظل نهارك صائماً مجاهداً ، وبالليل
ساهراً مكابداً ثم يكون هذا فطورك؟ فقال عليهالسلام
:
علّل النفس بالقليل وإلا
|
|
طلبت منك فوق ما يكفيها
|
ولم يزل هذا دأبه ، وهذه سجيّته ، حتى
ضربه أشقى الآخرين على رأسه في مسجد الكوفة صبيحة ليلة الأربعاء لتسعة عشر مضين من
شهر رمضان المبارك وهو ساجد لله في محرابه ، فبلغ السيف موضع السجود من رأسه ،
فقال : بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله ، فزت وربّ الكعبة لا
يفوتنكم ابن ملجم ، واصطفقت أبواب الجامع ، وهبت ريح سوداء مظلمة ، ونادى جبرائيل
بين السماء والأرض :
تهدمت والله أركان الهدى ، وانطمست
والله أعلام التقى ، وانفصمت والله العروة الوثقى ، قتل ابن عم المصطفى ، قتل
الإمام المجتبى ، قتل علي المرتضى ، وجعل الدم يجري على وجهه ، فيخضب به لحيته
الشريفة.
واقتدى به ولده أبو عبد الله عليهالسلام حيث رماه سنان لعنه
الله بسهم
__________________