ثمّ مرّ بنا فارس آخر على فرس كميت معتم بعمامة صفراء من تحتها قلنسوة بيضاء ، وعليه قباء أبيض مصقول متقلّد سيفاً ، متنكّب قوساً في نحو ألف فارس من الناس ومعه راية فقلت : من هذا؟
فقيل لي : أبو قتادة بن ربعي (١).
ثم مر بنا فارس آخر على فرس أشهب عليه ثياب بيض وعمامة سوداء وقد سدلها بين يديه ومن خلفه ، شديد الأدمة ، عليه سكينة ووقار ، رافع صوته بقراءة القرآن متقلّد سيفاً ، متنكّب قوساً معه راية بيضاء في ألف فارس من الناس مختلفي التيجان ، وحوله مشيخة وكهول وشباب ، كأنّ قد اوقفوا للحساب أثر السجود قد أثّر في جباههم ، فقلت : من هذا؟
فقيل : عمّار بن ياسر (٢) في عدّة من الصحابة من المهاجرين والأنصار وأبنائهم.
ثم مر فارس على فرس أشقر عليه ثياب بيض وقلنسوة بيضاء وعمامة صفراء ، متنكّب قوساً متقلّد سيفاً ، تخطّ رجلاه في الأرض في ألف فارس من الناس الغالب على تيجانهم الصفرة والبياض معه رايات صفراء قلت : من هذا؟
__________________
إذا نحـن بايعنا علياً فحسبنا |
|
أبو حسـن ممّا نخـاف من الفتن |
وفيه الذي فيه من الخير كلّه |
|
وما فيهم بعض الذي فيه من حسن |
انظر ترجمته في أسد الغابة ٢ : ١٣٣ ، الاصابة ١ : ٤٢٥ ـ ٤٢٦.
١ ـ أبو قتادة الحارث بن ربعي بن بلدة ( بلدمة ) الخزرجي الأنصاري ، من الموالين لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وشهد معه مشاهده كلّها توفي سنة أربعين وكان بدرياً.
انظر : أسد الغابة ٦ : ٢٥٠ ، الاصابة ٤ : ١٥٨.
٢ ـ أبو اليقظان عمار بن ياسر ، أحد الأركان ، وهو جلدة ما بين عين وأنف رسول الله كما ورد في الحديث
انظر ترجمته في : الاصابة ٢ : ٥١٢ ، أسد الغابة ٤ : ١٣٠ ـ ١٣٥.