في البكاء
ولنا على ما اخترناه فيه ( مضافاً إلى السيرة القطعية ) فعل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقوله وتقريره ؛ أمّا الأول متواتر عنه في موارد عديدة :
منها : يوم اُحد ، إذ علم الناس كافة بكائه يومئذ على عمّه أسد الله واسد رسوله حتى قال ابن عبد البر في ترجمة حمزة (١) من استيعابه لمّا رأى النبي صلىاللهعليهوآله حمزة قتيلاً بكى ، فلمّا رأى ما مثّل به شهق. (٢)
وذكر الواقدي ( كما في أوائل الجزء الخامس عشر من نهج البلاغة (٣) للعلامة المعتزلي ) ، انّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يومئذ إذا بكت صفيّة يبكي ، وإذا نشجت ينشج (٤) قال : وجعلت فاطمة تبكي ، فلمّا [ بكت ] بكى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. (٥)
__________________
١ ـ حمزة بن عبد المطلب بن هاشم أبو عمارة ، سيد الشهداء ، استشهد سنة ٣ هـ ، عم النبي صلىاللهعليهوآله ، أحد صناديد قريش وسادتهم في الجاهلية والاسلام ، هاجر مع النبي صلىاللهعليهوآله إلى المدينة ، حضر وقعة بدر وغيرها ، استشهد يوم اُحد ودفن في المدينة.
انظر : تاريخ الاسلام ١ : ٩٩ ، صفوة الصفوة ١ : ١٤٤ ، الأعلام ٢ : ٢٧٨.
٢ ـ الاستيعاب ١ : ٣٢٥.
٣ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ : ٣٨٧.
٤ ـ نشج الباكي ينشج نشيجاً : غُص بالبكاء في حلقه من غير انتحاب. القاموس المحيط ١ : ٢١٩.
٥ ـ قال رحمهالله : قد اشتمل هذا الحديث على فعل النبي صلىاللهعليهوآله وتقريره ، فهو حجّة من