قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة

المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة

المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة

تحمیل

المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة

182/382
*

فاستشار الوليد مروان (١) في ذلك ، فقال له : إنّه لا يبايع ، ولو كنت مكانك لضربت عنقه.

ثم بعث إلى الحسين عليه‌السلام ، فجاءه ـ بأبي وامّي ـ في ثلاثين رجلا من أهل بيته ومواليه ، فنعى [ الوليد ] إليه معاوية ، وكلّفه بالبيعة (٢).

فقال له عليه‌السلام : إنّ البيعة لا تكون سرّاً ، فإذا دعوتَ الناس غداً فادعنا معهم.

فقال مروان : لا تقبل أيّها الأمير عذره ، فان بايع الآن والا فاضرب عنقه.

فغضب الحسين عليه‌السلام ثم قال : ويل بك يا بن الزرقاء ، أنت تقتلني أم هو؟ كذبتَ والله وأثمت.

ثم أقبل على الوليد فقال : « إنّا أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، وبنا فتح الله وبنا ختم ، ويزيد رجل [ فاسق ] شارب الخمور ، قاتل النفس المحرّمة ، معلنٌ بالفسق ، ومثلي لا يبايع مثله » ، ثمّ خرج عليه‌السلام ، فقال مروان للوليد : عصيتني.

فقال : ويحك أنّك أشرت عليّ بذهاب ديني ودنياي ، والله ما اُحبّ أنّ الدنيا بأسرها تكون لي وأنّني قتلتُ حسيناً أن قال : لا ابايع ، والله ما أظنّ أن

__________________

١ ـ مروان بن الحكم بن أبي العاص ، ولد بمكّة وسكن المدينة ، جعله عثمان من خاصّته واتّخذه كاتباً له ، وبعد قتل عثمان خرج مروان مع عائشة إلى البصرة ، وشهد صفين مع معاوية ، ولي المدينة سنة في ولاية معاوية ، وهو أوّل مَن ملك من بني الحكم بن أبي العاص ( طريد رسول الله ) ، ماتسنة ٦٥ بالطاعون ؛ وقيل : قتلته زوجته اُمّ خالد.

انظر : أسد الغابة ٤ : ٣٤٨ ، تاريخ ابن الأثير ٤ : ٧٤ ، تاريخ الطبري ٧ : ٣٤.

٢ ـ أي البيعة ليزيد.