فيقولون : نحن من اُمّتك.
فأقول لهم : كيف خلّفتموني في عترتي وكتاب ربّي؟
فيقولون (١) : أمّا الكتاب فضيّعناه ، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم عن آخرهم.
فأُولّي عنهم وجهي ، فيصدرون عطاشاً مسودّة وجوههم.
ثمّ ترد عليَّ راية اُخرى أشدّ سواداً من الاولى ، فأقول لهم : كيف خلّفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر : كتاب ربّي وعترتي؟
فيقولون : أمّا الأكبر فخالفناه ، وأمّا الأصغر فخذلناهم ومزّقناهم (٢) كلّ ممزّق.
فأقول : إليكم عنّي! فيصدرون ظماءً عطاشاً مسودّة وجوههم.
ثم ترد عليَ راية اُخرى تلمع وجوههم نوراً ، فأقول [ لهم ] : مَن أنتم؟
فيقولون : نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى ، نحن اُمّة المصطفى ، ونحن بقية أهل الحقّ ، حملنا كتاب ربّنا فأحللنا حلاله وحرّمنا حرامه ، وأحببنا
__________________
١ ـ قال رحمهالله : « يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون » [ النور : ٢٤ ] ، « ويوم يُحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لِمَ شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كلّ شيء » [ فصلت : ١٩ ـ ٢١ ].
٢ ـ في الأصل : فخذلناه ومزقناه.