فقيل هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته.
ثم قال : ويقدر أن المتوكل يحضره للقتل ، فقلت لا أبرح من ها هنا حتى أنظر إلى هذا الرجل ، أيّ رجل هو ؟
قال : فأقبل راكباً على فرس وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرها صفين ينظرون إليه ، فلما رأيته وقع حبّه في قلبي ، فجعلت أدعو في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل ، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنته ولا يسرة أنا دائم الدعاء ، فلمّا صار إليّ أقبل بوجهه إليّ وقال : إستجاب الله دعاءك وطوّل عمرك وكثّر مالك وولدك.
قال : فارتعدت ووقعت بين أصحابي ، فسألوني وهم يقولون : ما شأنك ؟
فقلت خير. ولم أخبر بذلك ، فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان ، ففتح الله علي وجوهاً من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم ، سوى مالي خارج داري ، ورُزقت عشرة من الأولاد ، وقد بلغت الآن من عمري نيفاً وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة الرجل الذي علم ما في قلبى واستجاب الله دعاءه فيّ. ١
روى القطب الراوندي عن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني ، __________________
١. بحار الأنوار ، ج ٥٠ ، ص ١٤١.