عنهم فعرفوني وما عرفتهم ، فدعوني فأتيتهم ، وإذا المقداد ، وأبوذر ، وسلمان ،
____________________
أراد الامر الواقع في الخارج ، على ما هو بعلم الله وعلم رسوله ، لا حقيقة الامر والحكم الالهى الذى صدع به الرسول في غدير خم بين الملا من قومه أدانيهم وأقاصيهم ، ولذلك أجابه على أمير المؤمنين حقا ، بأنه لا يفعل ذلك أبدا ، فان رسول الله اذا أحابه في الملا من قومه و عشيرته وبمحضر من الانصار والمهاجرين أن الامر لا يصل إلى على عليه الصلاة والسلام ، يعبره الغاشمون الظالمون على غير وجهه ، فيقولون ان الامر يحدث بعد الامر ، كان رسول الله أقام عليا بغدير خم علما هاديا ومولا مطاعا ، ثم بدا له في آخر ساعاته وأصى الامة بهم كما أوصاهم بالانصار.
هذه الاشارة هى الاولى.
وأما الاشارة الثانية من العباس إلى على عليهالسلام وتفقده الامر له وسعيه وراء هذه البغية ، انه لما قبض رسول الله قال العباس لعلى بن ابيطالب وهما في الدار : امدد يدك أبايعك فيقول الناس : عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله ويبايعك أهل بيتك فلا يختلف عليك اثنان فان هذا الامر اذا كان ، لم يقل ، فقال له على عليهالسلام : ومن يطلب هذا الامر غيرى؟ او يطمع فيها طامع غيرى؟ ، قال العباس : ستعلم ( شرح النهج الحديدى ١ / ٥٣ ، الامامة و السياسة ١ / ١٢).
وأما لفظ الطبقات ج ٢ ق ٢ / ٣٩ بالاسناد عن فاطمة بنت الحسين عليهالسلام قالت : لما توفى رسول الله قال العباس يا على قم حتى أبايعك ومن حضر ، فان هذا الامر ، اذا كان لم يرد مثله ، والامر في ايدينا ، فقال على وأحد ـ يعنى يطمع فيه ـ غيرنا؟ فقال العباس : أظن والله سيكون ، فلما بويع لابى بكر ورجعوا إلى المسجد سمع على التكبير فقال : ما هذا؟ فقال العباس : هذا ما دعوتك اليه فأبيت على ، فقال على أيكون هذا؟ فقال العباس : مارد مثل هذا قط ، فقال عمر : قد خرج أبوبكر من عند النبى ص حين توفى وتخلف عنده على وعباس والزبير ، فذلك حين قال عباس هذه المقالة.
وروى البلاذرى في الانساب ١ / ٥٨٣ باسناده عن جابر بن عبدالله قال : قال العباس لعلى : ما قدمتك إلى شئ الا تأخرت عنه ، وكان قال له : لما قبض رسول الله اخرج حتى