فخرجت نحو الفضاء ، فوجدت نفرا يتناجون ، فلما دنوت منهم سكتوا ، فانصرفت
____________________
يحتاجون لعقد بيعة ولا حلف.
وحينما بعث جيش أسامة وسير فيهم وجوه المهاجرين والانصار ، كان يعلم أنهم لا يطيعونه ، وحيث كان يصر ويكرر من قوله ص « نفذوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنها » يعلم بعلم من الله عزوجل أنهم مفتونون غير مطيعين.
وحينما قال لهم يوم الخميس ـ وما يوم الخميس لما ظهر له أن القوم غير تاركين للمدينة وليسوا منفذين لجيشهم الذى أو عبوا فيه ـ قال لهم : « ائتونى بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا » فعرف القوم أن هذا المكتوب لن يعدو ماقاله في عترته يوم خيف عموما. بل ولن يعدو ما قاله في على يوم غدير خم خصوصا قال أحدهم ان الرجل ليهجر قد غلبه الوجع ، ولما قالت نساؤه ص « ائتوا رسول الله بحاجته » قال عمر : اسكتن! فانكن صواحبه : اذا مرض عصرتن أعينكن واذا صح أخذتن بعنقه ، فقال رسول الله : هن خير مكنم ، قوموا عنى! فليس ينبغى عند نبى تنازع.
فرسول الله ص كان يعلم ذلك ، وعلى (ع) كان يعلم بعهد عهده اليه جميع ذلك ، الا انهما كالظل وذى الظل كانا يتبعان أمر الله وارادته في اتمام الحجة ليهلك من هلك عن بينة ، و يحيى من حى عن بينة.
وأما العباس عم رسول الله فقد كان يومئذ بمعزل عن هذه الحقائق الباطنة و الملحمة الناشئة ، فكان يرى ظاهر الامر ، ويتفقد لعلى امرة المسلمين ويسعى وراء ذلك بكل جده ، لكنه قد دهش من اطباق الفتن واقبالها كقطع الليل المظلم فتراءى لنفسه أن يذهب مع على إلى رسول الله ليتفرس حقيقة الامر ، وهل يصل أمر الخلافة إلى على ويتحقق في مستحقه مع هذه الفتن الشاغبة ، ليسعى هو وراء أمنيته هذه ; وان لا يصل اليه ولا يستقر الامر في مقره ويظفر هؤلاء الطغاة على سلطان رسول الله ص يسئله أن يوصى الناس بهم كما أوصاهم بالانصار.
فاقتراح العباس عم الرسول الاعظم لعلى أن يسئل رسول الله ص من الامر ، انم كان