فمكثت أكابد ما في نفسي ، فلما كان الليل خرجت إلى المسجد ، فلما صرت فيه تذكرت أني كنت أسمع همهمة رسول الله صلىاللهعليهوآله بالقرآن ، فانبعثت من مكاني
____________________
رسول الله بين أظهر هم ، وانما تنزل الفتن كقطع الليل المظلم حين ينزل برسول الله شكواه.
فقد كان (ع) يصدر عن أمر الرسول ويرد بعهد عهده اليه ، كانت الجبال تزول ولا يزول هو عليهالسلام لا بقلق ولا باضطراب ، وحيث كان الطامعون لامر الخلافة الشامخون لا نوفهم اليها يضطربون ويقلقون : هل يتم لهم الامر؟ وكيف تكون عاقبة هذه الفلتة؟ كان هو عليهالسلام على سكينة ورباطة جأش يعلم عاقبة الامر رأى العين.
حينما قام رسول الله الاعظم بمسجد الخيف وقال : يوشك أن ادعى فأجيب ، وانى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى اهل بيتى كان يعلم مآل امر الامة أنهم يحرقون كتاب الله ويمزقونه ، ويجعلونه وراء ظهورهم ، ثم يطردون ويشردون العترة الطاهرة و يقهرونهم.
حينما قام بغدير خم ونادى : « من كنت مولاه فهذا على مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » كان يعلم ويرى برأى العين أن الامة سيردون اعقابهم القهقرى ويعيدون الامر جاهلية : يتخذون لرئاستهم وتنظيم شؤنهم أحدا منهم يرضونه على حد ما كان يتخذ كل قبيلة شيخا منهم للرئاسة والزعامة فيحالفون معه : هم يعطونه النصر والطاعة وهو يعطيهم رأيه في تدبير شؤنهم ونظم سياقهم ـ بصفقة خاسرة خائبة.
كما أنهم ارتدوا على أعقابهم وأحيوا سنن الجاهلية بعد ماكان رسول الله بدل الحلف الجاهلى بالبيعة الشرعية : هم يعطونه النصر والطاعة ، وهو يضمن لهم الجنة صفقة رايحة بأمر من الله عزوجل « ان الله اشترى من المؤمنين أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجن يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا ، في التوراة والانجيل والقرآن ».
نعم أحيوا سنة الجاهلية ، تحقيقا لكلام الله العزيز « ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا » فأعادوا البيعة الاسلامية حلفة جاهلية ، وصراخ رسول الله ص يصطك في آذانهم « لا حلف ولا عقد في الاسلام » حيث ان الله عزوجل قد أكمل دينه يوم غدير خم للمؤمنين فلا