الحديد(١) من المنحرفى عن علي عليهالسلام ، وحكى ابوالمعالى الجويني على ما ذكره بعض الاصحاب عن الشافعى أنه قال بعد ذكر الحسن : وفيه كلام.
وبعد التنزل عن كونه خصما مجروحا ، وتسليم أن الطريق إليه حسن ، نقول : إذا كان ذلك من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام فلما ذا ترك بيعة أبي بكر ستة أشهر أو أقل ، حتى يقاد بأعنف العنف ، ويهدد بالقتل بعد ظهور أماراته ، وكيف كان يتظلم ويبث الشكوى منهم في كل مشهد ومقام ، كما سيأتي في باب الشكوى وإسناد الكذب إلى الحسن أحسن من اسناد التناقض إلى كلامه عليهالسلام ، وغرضه من الوضع على لسانه عليهالسلام إلزام الشيعة وإتمام الحجة عليهم ، وإلا فانكاره عليهالسلام لصدور الامر بالصلاة من الرسول صلىاللهعليهوآله وتعيينه أبابكر من المشهورات.
وقد روى ابن أبى الحديد عن شيخه أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعانى أن عليا عليهالسلام كان ينسب عائشة إلى أنها أمرت بلالا أن يأمر أبابكر بأن يصلى بالناس ، وأن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ليصل بهم رجل ولم يعين أحدا ، فقالت مر ابابكر يصلي بالناس ، وكان عليهالسلام يذكر ذلك لاصحابه في خلواته كثيرا ويقول إنه لم يقل صلىاللهعليهوآله إنكن كصويحبات يوسف إلا إنكارا لهذه الحال ، وغضبا منه ، لانها وحفصة ، تبادرنا إلى تعيين أبيهما وأنه استدركها رسول الله صلىاللهعليهوآله بخروجه وصرفه عن المحراب انتهى(٢).
____________________
(١) راجع شرح النهج ج ١ ص ٣٦٨ ، قال : روى عنه حماد بن سلمة أنه قال : لو كان على ياكل الحشف بالمدينة لكان خيرا له مما دخل فيه ثم ذكر حديث الوضوء ودعاء على عليهالسلام عليه.
(٢) قال ابن ابى الحديد في شرح النهج عند كلامه عليهالسلام « واما فلانة فأدركها رأى النساء وضغن غلافى صدره كمرجل القين ولو دعيت لتنال من غيرى ما أتت إلى لم تفعل » اعلم أن هذا الكلام يحتاج إلى شرح وقد كنت قرأته على الشيخ ابى يعقوب يوسف بن اسماعيل اللمعانى ـ ره ـ ايام اشتغالى عليه بعلم الكلام وسألته عما عنده فأجابنى بجواب طويل أنا أذكر محصوله ، ثم ذكر بعض ما كان سبب معاداتها وبغضها إلى أن قال :