ـ يا مبشر : انك من ولد الأنصار .. وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف ، وانتم ثقاتنا أهل البيت .. وانّي مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سائر الشيعة .. بسر اطلعك عليه .. وانفذك في ابتياع أمة!
ونشر الامام في ضوء القنديل قرطاساً وراح يسطر بلغة رومية وحروف رومية رسالة .. ولصق الامام الرسالة وختمها .. ثم أخرج « شنتقة » (٥٢) صفراء فيها ٢٢٠ ديناراً وسلمها الى بشر النخاس قائلاً :
ـ خذها وتوجه الى بغداد الى معبر الصراة .. وانتظر قدوم زوارق السبايا فإذا برزن الجواري فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق ، فإذا رأيت ذلك ، فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك .. الى أن تبرز الى المبتاعين جارية رومية ترتدي حريرتين صفيقتين تمتنع من السفور ولمس المعترض ، والانقياد لمن يحاول لمسها ويشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق ..
في الصباح الباكر كان بشر يتجه صوب شارع الخليج حيث ترسو السفن القادمة من بغداد أو التي تنتظر مسافرين يتجهون اليها ..
رائحة المياه الغرينيه تملأ صدره ، وكانت الشمس قد اشرقت فوق ذرى النخيل على امتداد جبهة النهر ..