السبايا المسلمات (٥١) جعل من تجارة الرقيق سوقاً دنسة .. ومع ذلك فلا يعدم المرء أن يعثر بين النخاسين من يترفع عن ارتكاب الحرام ويتاجر بالمسلمات اللائي غارت القوات الحكومية على منازلهن في المناطق المتوترة هنا وهناك.
مضى شطر من الليل ورياح كانون تجوس سامراء الأبواب موصدة وعواء ذئاب بعيد يتناهى خلال الريح الباردة سرعان ما يضيع بين سنابك حصان يمرق على عجل ..
عندما جاء بشر لم يكن ليدرك بعد ماذا يريد الامام منه ، ولكنه خمن أن الأمر يتعلق بالرقيق على كل حال.
اتخذ بشر النخاس مجلسه قبال الامام وراح يتأمل بخشوع الوجه الأسمر والعينين اللتين تكادان تختصران العالم!
آه ما أنبل هذا الانسان .. انه لا يعرف رجلاً يعامل عبيده وجواريه هذه المعاملة لكأنهم أولاده وبناته .. أي قلب ينطوي عليه صدر هذا الرجل المبارك؟!
ان من يراه لن يصدق أنه لم يبلغ الأربعين بعدا ولكن الشيب اشتعل في رأسه فهو يبدوفي الستين!
أية أهوال أحالت هذا الشاب الى شيخ وهو لم يناهز الأربعين سنة؟! .. انه يحدث أخته الجالسة وراء الستر بصوت فيه عذوبة الينابيع ..
ابتسم الامام لضيفه وقال بود :