القى الملاح نظرة فربما يأتي مسافر آخر ولكن المرسى كان خالياً إلامن بعض صيادي السمك وانسابت السفينة الشراعية يحملها التيار المائي برفق تساعده نسائم الصباح التي تهب من الشمال .. في الضحى اجتازت السفينة معبر « الشماسية » ولاحت بعض جذوع النخيل المحترقة الحرب الأهلية قبل أكثر من عام ، وما تزال آثار الحرب واضحة في الضفاف .. بقايا السور الطويل الذي صمد بوجه الاتراك ، وبعض الدور المهدمة.
رست السفينة قرب نهر الصراة ، وغادرها بشر متجهاً نحو المعبر واتخذ مكانه في مكان تغمره شمس الضحى الدافئة ..
على مقربة من المعبر ينهض سوق الرقيق ، وقد تشكل وفق متطلبات هذه التجارة .. دكة ينادي عليها النخاس ومكان تعرض فيه الفتيات من وراء ستر شفاف .. أما إذا كان الرقيق غلماناً فيقفون قرب النخاس ..
وصلت الزوارق وترجلت منها فتيات يرتدين اشكالاً مختلفة من الثياب .. وبدأ سوق الرقيق يضج بالحركة والحياة ..
وبدأ أحد النخاسين باطلاق أول نداءات هذه التجارة البشرية :
ـ حسناء تجيد الطهي وشيئاً من الغناء وتحفظ أخباراً مليحة ..
قال رجل تبدو عليه الخبرة :
ـ وكم عمرها؟