احتزوا رأسه ، واندفع الغوغاء الى نهب قصوره في سامراء وفي تلك اللحظات المصيرية ظهر ابنه « صالح » فقاد حركة جريئة وسيطر على الاوضاع بنجاح مما اضطر « الخليفة » الى منحه جميع امتيازات والده.
وفي ذي القعدة أقدم صالح على خطبة ابنة بغا بعد أن وجد القائدان نفسيهما بحاجة الى ترتيب جبهتهما ضد الخليفة وأنصاره من المغاربة والاتراك بقيادة بايكباك.
وهكذا سيطر جو محموم من التآمر والقى الرعب ضلاله الرهيبة وانعدمت الثقة بين الناس .. وكانت رائحة الشائعات تزكم الانوف .. وفي ذلك الزمن الردىء سمع الامام الهادي يقول :
ـ « إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور ، فحرام أن يُظن بأحد سوء حتى يُعلم ذلك منه ، واذا كان زمان الجور أغلب فيه من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيراً ما لم يعلم ذلك منه .. » (٥٠).
كان قد مضى شطر من الليل عندما كان « كافور » الخادم يجوس ازقة سامراء متجهاً صوب منزل بشر بن سليمان النخاس الذي اكتسب سمعة طيبة في تجارة الرقيق ، فهو يتاجر بشراء العبيد والجواري ولكن وفق مبادىء اخلاقية دقيقة ولا يتورط في صفقات يمكن أن تكون مشبوهة ..
لقد تدنست تجارة الرقيق وغلب عليها الحرام .. الثورات والقلاقل الداخلية وبطش وقسوة الحاكمين وعدم تورعهم من بيع