وقامت القوات المدافعة بغارة ليلية
جريئة فاكتسحت المناطق المحتلة ورمى الجنود الفارون انفسهم في دجلة لعبور النهر
الى معسكر أبي أحمد في الجانب الشرقي ، ولكن « التيارات » المشحونة بالمقاتلين
قطعت عليهم الطريق فتم أسرهم فيما غرق الباقون.
وقد أدى هذا النصر الساحق الى أن يغير
الاتراك الزاحفون خططهم وعندما وصلت انباء هذه الهزيمة الى سامراء انتعشت آمال
الناس وحدثت حركة شعبية مضادة لخلافة المعتز .
وكان سير المعارك والاشتباكات يسير لغير
صالح الاتراك. وفي غمرة الحرب الاهلية وتدهور الاوضاع الاقتصادية اندلعت سلسلة من
الثورات العلوية ، في « اردبيل » و « الري » وثورة في مكة وفي الكوفة وفي قزوين
وزنجان.
تبادل المتحاربون النصر والهزيمة وكانت
أمطار آذار تخفف من حدة الاشتباكات التي حصدت عشرات الأرواح من السكان ، وظهر عبيد
الله بن يحيى وزير المتوكل في بغداد بشكل محيّر وليلعب دوراً في تمزيق جبهة بغداد
بعد أن اقنع ابن طاهر بالتخلي عن المستعين مؤكداً له أن الأخير يتآمر عليه بل أنه
طلب من وصيف وبغا اغتياله والقضاء عليه.
وقد كان لهذه الخطوة اضافة الى تدهور
الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار وتذمر السكان من الحصار أثراً كبيراً في تحرّط ابن