طاهر وضغطه على المستعين للتنازل عن الخلافة وقد حصل ذلك بعد انشقاق بغا ولجوئه الى المعتز.
وفي شهر ذي الحجة ٢٥١ هـ شتاء عام ٨٦٦ م وقع المستعين وثيقة التنازل مقابل ضمان سلامته وأفراد اسرته وسلم حلة الخلافة ليغادر بغداد منفياً الى مدينة واسط العراقية.
وأطل عام ٢٥٢ هـ فيما كانت رياح كانون الباردة تلفح الوجوه ورعود الثورات تدوي في كل الآفاق ، وبدا تمثال الفارس حائراً لا يدري أين يشير برمحه الطويل ٣٨؟!
وتصاعدت في هذه الفترة المتفجرة وتيرة الاغتيالات ، التي تحدث لأقل الشكوك.
وظهرت « قبيحة » أم المعتز كذئبة مجنونة تريد الانتقام من الجميع ولم يكن المعتز الذي ناهز التاسعة عشرة من عمره سوى أداة طيعة في يدها وأيدي القادة الاتراك الذين أثروا ثراء فاحشاً في الحرب الاهلية.
ولعب الجواسيس دوراً في انتشار الرعب ، وانعدام الثقة.
وكانت أم المعتز تدير شخصياً شبكة مرعبة من الجواسيس وفي ضوء التقارير الصحيحة والكاذبة تسقط الرؤوس ويموت الناس في ظروف غامضة.
كان المعتز قد زج بأخويه في السجن « المؤيد » و « طلحة » الذي قاد الزحف على بغداد وحصل على لقب « الموفق ».