شفافة تميل مع النسيم الربيعي المفعم برائحة الورد .. ومع ذلك فقد كان المنتصر يتصبب عرقاً لكأنه يعاني من رؤيا تعذبه (١٦).
شاء القدر أن يستيقظ المنتصر وهو يلتهب من الحمى مما استدعى الاتصال بـ « الطيفوري » الطبيب لاجراء فحوصاته .. اشتعلت في رؤوس الاتراك حمى التآمر ..
استقبل القادة الاتراك الطبيب قبل أن يدخل على المنتصر وكانت نظراتهم تحرضه بشكل واضح ، فأطرق برأسه ومضى .. أجرى الطيفوري بعض الفحوصات السريرية ، ونصح المريض بإجراء عملية فصاد للدم ، وتم الاتفاق على أن يجري ذلك بعد العشاء ..
عندما عاد الطيفوري الى المنزل وجد من ينتظر عودته ، كان الرجل التركي الذي يرتدي حلة من الديباج الاصفر ساكتاً .. واكتفى بان قدم ثلاثين الف دينار (١٧) .. انه اكبر مبلغ يراه الطبيب في حياته يستطيع أن يحيا بقية عمره في دعة من العيش .. يكفي أن يبضع المريض بمشراط مسموم (١٨) .. لم يصمد الطبيب أمام بريق الذهب ، وضجت نفسه بالوساوس فيما خفت صوت العقل الذي اغتاله بريق الدينار الذهبي ..
تمت الجراحة وقد بذل الطيفوري جهد الابالسة في اخفاء مشاعره أمام نظرات المنتصر الثاقبة ..
وعندما غادر القصر كان الطريق الى منزله تغمره ظلمة