المتزنة وابتعاده عن مطاردة مناؤيه من رجال العهد البائد وعدم امتلاكه لشبكة من الجواسيس سوف يسهل من عملية اغتياله بطريقة ما!
صحيح أن الناس بدأوا يميلون اليه ويحبونه ولكن ما فائدة هذا الحب ما دام الناس لا يملكون سلاحاً للدفاع عنه ولا يمكنهم حراسته أيضاً .. ان القوة الضاربة ما تزال في ايدي الاتراك .. قوات الحرس والجيش ما تزال في قبضة القادة الاتراك .. وكلهم مقتنعون بضرورة التخلص من المنتصر .. باستثناء بغا الكبير فهو الوحيد الذي يعارض ذلك .. لأن الخليفة القوي يساعد في اقرار النظام ومنع الفوضى ..
ولكن « وصيفاً » و « بغا الصغير » كانا يفكران بطريقة أخرى .. ان وجود خليفة ضعيف سوف يضمن للاتراك استمرار نفوذهم .. من أجل هذا كان يترقبان أول فرصة سانحة ..
وما دام كل شيء يباع ويشترى ، والذهب ما يزال يخطف العقول والابصار فلا وجود لشيء مستحيل!
كان المنتصر قد عاد من رحلته اليومية مكدوداً تماماً وبدا أنه قد أمعن في الفرار في الفيافي شرق سامراء وكعادته عندما تجتاحه موجة من الحزن المرير أوى الى عزلته ، والقى بنفسه على وسائد خضراء اللون مشوبه بنقوش حمراء.
كانت نسائم نيسان تدور خلال أروقة القصر وستائر حريرية