كان الطارق « يونس النقاش » .. يرتجف ولكن ليس بسبب البرد افسح كافور الخادم ليدخل المنزل .. لابد وأن الأمر جدّ خطير!
قال يونس وهو يرتجف :
ـ يا سيدي أوصيك بأهلي خيراً!
قال الامام :
ـ وما الخبر؟
ـ عزمت على الرحيل.
مبتسماً قال الامام :
ـ ولم يا يونس؟
ـ وجه بغا الصغير اليّ بفص ثمين لا تعرف له قيمة وطلب مني أن انقشه فانكسر نصفين .. والموعد غداً وهو من تعرف ياسيدي!! إما ألف سوط أو القتل.
قال الامام مهدئاً :
ـ امض الى منزلك الى غدٍ فما يكون إلا خيراً.
ـ وماذا أقول لرسوله؟!
ـ اسمع ما يخبرك به ، فلن يكون إلا خيراً.
ابتسامة الامام وعيناه اللتان تتألقان بنور شفاف بعثت الدفء في قلب الرجل الخائف الذي انقلب الى أهله .. انه يعرف الامام يعرفه من سنين طويلة .. رجل مبارك كلما التقاه في الطريق .. يتفتح في قلبه الأمل في الحياة .. ما تزال الدنيا في خير ..