يتوجب عليه في هذا الوقت أن يأتي بسطل من الماء من السرداب واعداد الوضوء لسيده الذي يتهيأ عادة في مثل هذا الوقت لأداء صلاة الليل ..
لكن دفء الفراش وأمنه عقوبة السيد كانا يدفعانه الى تناسي مهمته الأخيرة ..
لم يكن قد أغمض عينيه عندما تناهت اليه خطى تتجه الى حجرته ..
قال الامام بلهجة فيها عتب.
ـ ألا تعرف رسمي؟ .. أنني لا اتطهر إلا بماء بارد فلم سخنت لي ماء؟!
فوجىء كافور وقال بدهشة :
ـ ولكن يا سيدي لم آت بالماء أصلاً!!
نظر الامام عبر الباب المشرعة الى السماء وقال :
ـ الحمد لله .. والله ما تركنا رخصة ولا رددنا منحة ..
الحمد لله الذي جعلنا من أهل طاعته ووفقنا للعون على طاعته.
وامتلأت نفس كافور اجلالاً لهذا الانسان الطاهر الذي عبد الله وحده فأكرمه الله بماء دافىء تحمله الملائكة (١٣)!
مضت ساعة من الليل وتناهت طرقات متواليات على باب المنزل الغارق في سكينة الليل ..