ابن جبير شيخا ضعيفا(١) وكان صائما ، فأبطأت(٢) عليه أهله بالطعام ، فنام قبل أن يفطر ، فلما انتبه قال لاهله : قد حرم(٣) علي الاكل في هذه الليلة ، فلما أصبح حضر حفرالخندق فأغمي عليه ، فرآه رسول الله صلىاللهعليهوآله فرق له ، وكان قوم من الشباب ينكحون بالليل سرا في شهر رمضان فأنزل الله : « أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختاتون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط والاسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل » فأحل الله تبارك وتعالى النكاح بالليل في شهر رمضان ، والاكل بعد النوم إلى طلوع الفجر لقوله : « حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر » قال : هو بياض النهار من سواد الليل(٤).
٦ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « يقول أهلكت مالا لبدا » قال : هو عمرو بن عبد ود حين عرض عليه علي بن أبي طالب عليهالسلام الاسلام يوم الخندق وقال : فأين ما أنفقت فيكم مالا لبدا؟ وكان أنفق مالا في الصد عن(٥) سبيل الله فقتله علي عليهالسلام(٦).
بيان : مالا لبدا ، أي كثيرا ، من تلبد الشئ : إذ اجتمع.
___________________
(١) كبيرا خ ل.
(٢) في نسختى المخطوطة من المصدر : « شيخا كبيرا ضعيفا ، وكان صائما مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الخندق ، فجاء إلى أهله حين امسى ، فقال : عندكم طعام؟ فقالوا : لا تنم حتى نصنع لك طعاما ، فأبطأت » وذكر ذلك في المصدر المطبوع عن نسخة ، الا انه قال : شيخا ضعيفا.
(٣) حرم الله خ ل.
(٤) تفسيرالقمى : ٥٦ ـ ٥٧ والاية في سورة البقرة : ١٨٧.
(٥) في هامش نسخة المصنف بعد قوله : « في الصد عن » هكذا : ثم عرض عليهالسلام فصد عن ، خ ل.
(٦) تفسير القمى : ٧٢٥ والاية في سورة البلد : ٦.