ـ ١٦ ـ
باب
*(غزوة بدر الصغرى وسائر ما جرى في تلك السنة إلى غزوة الخندق)*
الآيات : النساء « ٤ » : فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله اشد بأسا وأشد تنكيلا ٨٤.
وقال تعالى : ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما ١٠٤.
___________________
فائدة قال : حدثنى وهب بن كيسان : عن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما قال : خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى غزوة ذات الرقاع من نخل على جمل لى ضعيف ، فلما قفل رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : جعلت الرفاق تمضى وجعلت اتخلف حتى ادركنى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : « مالك يا جابر » قال : قلت : يا رسول الله أبطأ بى هذا ، قال : « انخه ».
قال : فأنخته واناخ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثم قال : « اعطنى هذه العصا من يدك او اقطع لى عصا من شجرة » قال : ففعلت : قال : فاخذها رسول الله صلىاللهعليهوآله فنخسه بها نخسات ، ثم قال : « اركب » فركبت ، فخرج والذى بعثه بالحق يواهق ناقته مواهقة قال : وتحدثت مع رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لى : « أتبيعنى جملك هذا يا جابر» قال : قلت : يا رسول الله : بل أهبه لك ، قال : « لا ولكن بعنيه » قال : قلت : فسمنيه يا رسول الله ، قال : « قد اخذته بدرهم » قال : قلت : لا اذن تغبننى يا رسول الله ، قال : « فبدرهمين » قال : قلت : لا ، قال : فلم يزل يرفع لى رسول الله في ثمنه حتى بلغ الاوقية ، قال : فقلت : افقد رضيت يا رسول الله؟ قال : نعم ، قلت : فهو لك ، قال : « قد اخذته » قال : ثم قال : « يا جابر هل تزوجت بعد »؟ قال : قلت : نعم يا رسول الله ، قال : « أثيبا أم بكرا »؟ قال : قلت بل ثيبا ، قال : « أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك »؟ قلت : يا رسول الله ان ابى اصيب يوم احد وترك بنات له سبعا ، فنكحت امرأة جامعة تجمع رؤسهن وتقوم عليهن ، قال : « أصبت ان شاء الله اما انا لو قد جئنا صرارا امرنا بجزور فنحزت واقمنا عليها يومنا ذاك وسمعت بنا فنفضت نمارقها » : قال : قلت : والله يا رسول الله ما لنا من نمارق ، قال : « انها ستكون.