ومثال ادغام النون الساكنة عند الياء قوله تعالى : « مَنْ يَعْمَلْ » ومثال ادغام التنوين عند الواو قوله : « رَحِيمٌ وَدُودٌ » وادغام النون الساكنة عند النون قوله : « مِنْ نَكِيرٍ » ومثال ادغام النون الساكنة عند الميم قوله « من مفرّ ».
ويسمّى هذا الادغام بالكامل.
فكلّ القراء حذفوا الغنة عندهما كما ذكرنا الاّ أبا جعفر (١) برواية النهروانى (٢).
وحيث لم يعتبره صاحب التيسير أبو عمر والدانى والشّاطبى جعلا الادغام بغير غنّة عند هذين الحرفين.
والغنّة على ما قدّمنا صوت يخرج من الخيشوم وعلامة ذلك انّك اذا نطقت بالصوت فاقبض على الأنف ، فان تغيّر الصوت دل ذلك على الغنّة ، وان لم يتغير فلا غنّة ، لأنه لا عمل للسان فيه.
وتمدّ الغنّة بمقدار حركتين والواحدة منهما (٣) مقدار ما يقبض الانسان اصبعه أو يبسطها بدون عجلة بتأن وانما على جهة الاعتدال.
واعلم انّ الميم والنّون لا يمكن انفصال الغنّة عنهما كما عرفت هذا بحسب ما وقع بينهم فى الاصطلاح كما لا يخفى أما باقى الحروف فيمكن مع التكليف بالغنّة وعدمها.
الحالة الثالثة ( القلب )
وهو لغة تحويل الشيء عن وجهه.
وفى الاصطلاح : جعل حرف مكان حرف آخر مراعاة للغنّة بمعنى انّه
__________________
(١) هو يزيد بن القعقاع المخزومى المدنى المتوفى عام ١٣٠ ه.
(٢) هو عبد الملك بن بكر ان أحد رواة قراءة أبى جعفر المدنى.
(٣) أى : الحركتين.