الارادة.
ويريد ليفهم الانسان ان الله وحده واضع منظمة الكون على أدق الموازين واثبت القوانين فيتحتم ان يكون هو بذاته واضع منظمة الاجتماع على ارسى العلائق واعدل الانظمة.
وليعرفه أن كمال الانسان هو غاية الله التي أرادها له لما برأه نطفة مهينة ، ثم طوره وصوره حتى استقام مخلوقا سويا ينطق ويعقل ، ولما آتاه هذه النفس الطلعة ، واستودعها هذه الارصدة الضخمة. فلا يسوغ أن تؤخذ حدود هذا الكمال إلا عن الله سبحانه ولا يسوغ أن يصار في تشريع نظامه إلا اليه ، لأنه اعلم بحدود غايته ، وابصر بتخوم مراده.
ثم يقول له : الكون مجموعة متداخلة الاجزاء متسقة النظام متفقة الحركة ، فلابد وان تكون القوة المشرفة على تدبيره قوة واحدة تتصرف فيه بقدرة ، وتنظمه بحكمة ، وتحيط به بعلم.
يريد الدين ليلفت المرء الى هذه الحقائق فهل يسعه إلا ان يكون متديناً اذا كان معنى الدين هو ذلك ؟.
* * *
وكلمة ( الدين ) في مجالها اللغوي تلقي اضواءً على كثير مما قدمناه.
وقد ذكرت معاجم اللغة أن لهذه الكلمة مدلولات كثيرة تستعمل فيها ، وعدت من معانيها الغلبة والعزة والسلطان والحكم والطاعة والذل والورع والعبادة والعادة والسير والتوحيد والملة ، ومفاهيم اخرى غير هذه تستعمل فيها اللفظة أيضاً وتدل عليها.
هكذا تصنع المعاجم ، تسرد المعاني سرداً
، ثم تمر الى ضبط مشتقات