( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ * وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ).
* * *
البشرية بجميع تخومها وأغوارها وبكل ألوانها ودمائها مجتمع واحد ، والقانون الذي يحكم هذه المنظمة ويبرم وحدتها ويهذب آحادها وشعوبها إنما هو الدين.
هذه نتيجة البحث السابق ، وقد أسهبنا فيه بعض الاسهاب.
واللازمة الأولى لذلك أن لا يحكم البشرية كلها سوى قانون واحد. سوى دين واحد. لأن البشرية ـ كما قلنا من قبل ـ مجموعة واحدة ذات اتجاه واحد ، ولأن الركائز الحقيقية لهذا المجتمع واحدة فلا يشتق منها أكثر من قانون واحد.
واللازمة الثانية أن يكون هذا القانون ( الدين ) شاملاً للانسانية كلها بهداه بحيث لاميزة فيه لعنصر على عنصر ، ولا اختصاص له بفريق دون فريق ، ولا فضل لأحد على أحد الا بمقدار التزامه بالحق واستشعاره للهدى ، وانقياده في العمل.
وللمجتمع نشأة طبيعية كنشأة الفرد
وأدوار في الحياة مترتبة مثل أدواره ، فله مولد كما لأي فرد من أفراده ، ثم له دور طفولة وعهد صبا ، وطور مراهقة ، وله سن كمال ونضوج ، وله تدرج طبيعي أيضاً في نمو الوعي واتساع المدارك وتكامل المواهب ، وهو يتدرج في تكامل وعيه