لماذا منحه الله قدرة الكلام وطاقة التأثير وقوة الفهم وملكة التفهيم اذا لم يكن اجتماعياً بالطبع ؟.
وجد الانسان الأول ووجدت معه علاقة الانسان بالانسان ، وصلة الفرد بالامة ، ورابطة الامة بالامم والجيل بالاجيال. حلقات من الاواصر متشابكة متماسكة كالدرع المحكمة السرد المتداخلة الزرد.
وجدت هذه العلاقات كلها مع وجود الانسان في أسبق أيامه وفي اقدم حالاته ، وان كان ضعيف الشعور بها يوم كان لا ينطلق فكره ابعد مما ينطلق حسُّه.
ومرّ الانسان وروابطه هذه المكينة في غرائزه البعيدة عن احساسه ، يعززها من داخله بالنمو ، ويدعمها من خارجه بالتوثيق والاحكام.
ومرت هي معه في تأريخه الطويل تتمدد وتعمق آثارها وتنداح اقطارها كلما امتد نظر المرء في العواقب واتسع افقه في التفكير فابصر وجوهاً جديدة من الحاجة ، وكشف الواناً خفية من المصلحة.
الاجتماع للانسان فطرة وضرورة ، وقد أصبح الحديث عن ذلك فجّاً ، وعدت إقامة البينة لاثبات ذلك إسفافاً ، ومن الذي يرتاب في ذلك من الناس ؟ ومن الذي يفتقر في إثباته الى بينة والى اطالة واستقصاء في الحديث ؟.
وتثبيت المجتمع وضبط قواعده وضمان سلامته تستدعي ان تقرَر لأفراده حقوق متبادلة وأن توازَن هذه الحقوق بتبعات متعادلة.
حقوق تصون بها الصلات أن ترث ، وتبعات
تعادل بها الكفة ان تميل ، وأي أثر للصلة اذا هي لم تستتبع حقاً؟ وأي نصف في تشريع الحق اذا لم