أم قالوا باسثنائه منه ، فانهم سيضطرون الى ابطال المذهب ، إما لانهياره بالحركة ديالكتيكية ، وإما لانهيار قاعدة النقيض التي يقوم عليها.
ومبدأ النقيض هل يشمل نفسه فينطوي على نقيضه ويتحرك حتى يتحول اليه أم هو مبدأ قارٌّ ثابت لا حركة فيه ولا تطور ؟ هذه أسئلة لابد للماركسيين من الاجابة عليها ، وبأيٍّ قالوا فإنهم يأتون مذهبهم من القواعد !!.
* * *
وجد الانسان الأول ، فكان الحجر الاول لبناء المجتمع الأول ، وكان النواة الحيّة لنبات الاسرة الاولى ، والمجتمع في بدء أمره أسرة ، والاسرة في أول تكوينها فرد ، ولئن كانت نشأة المجتمع متأخرة عن نشأة الفرد في التأريخ فان الركائز الاجتماعية قرينة للفرد في الميلاد. ومتى كان المرء ولم تكن له هذه الغرائز تضطره الى النوع ، وهذه الحاجات التي تلجئه الى الالتفاف والانضمام ؟.
والاجتماع ـ حسب مقررات علم النفس ـ غريزة من غرائز المرء المكينة فيه ، الثابته لعامة افراده ، اللازمة له في جميع أدواره ، وللانسان ـ غير هذه ـ مجموعة من الغرائز الاجتماعية ، تتآزر على لف المجتمع وشد اركانه وحفظ كيانه ، وعلى ذلك أساس الفرع الاجتماعي من علم النفس ، واقيمت أصوله وقررت مناهجه ونبغ المتخصصون فيه.
بلى. واكثر غرائز البشري دوافع تفرض عليه الاجتماع ، واغلب ضروراته حوافز تسوقه اليه ، حتى مقومات خلقه ، وحتى خصائص تركيبه.