والمصادفات والطوارئ لا تدخل تحت قياس ، ولا تقرر بلحاظها قاعدة.
وهكذا يستبين أن الحركة الديالكتيكة لايمكن أن تتحقق في فرض من الفروض ، وأن الحركة التطورية المتصورة في الأشياء لاتصدر دون محرك من خارج ذاتها. وهكذا يستبين ان الماركسية ليست فلسفة يتطلب فيها ما يتطلب في الفلسفات من دقة الملاحظة وثبات الركائز واستقامة المنهج.
واذا لم تكن فلسفة أفتكون نظرية علمية ؟
الحق أنَّ نظريات العلم أصبحت تبتغي من الدقة وثبات الركائز أكثر مما تبتغيه أفكار الفلاسفة. والعلم انما اعتمد ـ مااستطاع ـ على الحس والتجربة تنفيذاً لهذه الخطة.
ومن الخلط بين مجال العلم ومجال الفلسفة أن يطلب أحد ماوراء المادة بمقاييس المادة ، ونتيجة هذا الخلط محتومة معلومة ، ثم من الغلو المضاعف أن ينكر اي حقيقة لا تبلغها هذه الادوات ولو ارتكب هذا الصنع باسم غير العلم وغير الفلسفة لعده الناس محاولة مضحكة تشبه محاولة الأبله الذي يجهد أن يحس الطعوم ببصره ويدرك الألوان أو الروائح بسمعه.
والعلم لا ينفي مالا يشاهَد ولا يجرَّب ، ولا يتقول أحد ذلك على العلم لأنه لن يتمكن أن يقيم على هذه الدعوى دليلا من حس أو تجربة. وقصارى مافي الأمر أن العلم لايبحث فيه لأنه خارج عن ميادينه ، عصي على ادواته ، وقد اعترف عدد كبير من العلماء التجريبيين بثبوت ماوراء الطبيعة وآمن بوجود الله.
ومبدأ النقيض ، ايقف لتجارب العلم ؟.