في الحكمة ، وعدالته في التشريع ، وليس يبعده عن الدين الحقيقي سوى هذا الطريق المعنت المستحيل.
ان الدين يروم أن يسد للانسان هذه الفاقة من أيسر سبيل وأبينه ، وأدناه الى الفطرة وأمسه قربى بقوانين الطبيعة ، واثبته على دعائم الحكمة.
* * *
ويدعي فريق من الكتاب أن العلم يكفي لتنظيم المحتمع الانساني وازاحة بؤسه وازالة شقائه وتوجيهه الى السعادة المرجوة والبلوغ به الى الكمال المنتظر.
يرى هذا الفريق ان الوضع الاقتصادي هو المحور لكل مافي المجتمع الانساني من حركة ، والمبعث الأصيل لما فيه من نشاط ، والمصدر الاول لما فيه من شذوذ أو استقامة ومن تقدم أو تأخر.
فالفقر والغنى هما الاساس لما هنا من بؤس أو نعيم ومن تشاؤم في الحياة أو تفاؤل ، ولما يتبع ذلك من قلق أو طمأنة في النفس ، وترنح أو ثبات في الفكر ، وهبوط أو رقي في الخلال. وتفاوت الناس في أوضاعهم الاقتصادية واتفقاهم أو تقاربهم فيها هو المكيف لنظرات الناس بعضهم الى بعض ، فالفقير ينظر الى الغني نظرة الحاقد الحاسد أو المؤمل الذليل ، والغني ينظر الفقير بعين المحتقر المزدري أو المتفضل المستطيل ، وعلى هذه النظرات المختلفة تبتني العلاقات في المجتمع ، وبألوانها تتلون الصلات.
ومن هذا المجتمع ذاته تنشأ التقاليد
وتقرر العادات ، وفيه كذلك ولواقعه الراهن تسن أنظمة الاجتماع وقوانين السياسة ومناهج التربية ، والوضع