مختبئ ثم واقع ما
تحظره وما تحرمه القوانين ؟.
أما الضمير فمن المستطاع أن يخادع ، ومن
المستطاع أن يوارب ، ومن المستطاع ان يردف عليف بالمخالفة والعصيان حتى يفقد معنويته ، وحتى يخمد صوته وينقطع تأنيبه ، والضمير قوة من قوى الانسان يعتريها ما يعتري قواه الاخرى من قوة أو ضعف ومن نشاط أو كلل ، ووفرة من المخلوقين يعيشون مرضى الوجدان ووفرة منهم يَحيَون ميتي الضمائر.
لقد تم في تلك المراحل الطويلة دور
التشريع وبقي دور التنفيذ ، واي غنى بالقانون اذا لم ينفذ وأي جدوى في تشريعه اذا لم يطبق ؟.
اذن فهو مفتقر الى سلطة ذاتية مهيبة
تصون له حرمته وتتولى رعايته.
الى قدسية سامية تجعل الإعتراف به عقيدة
للاتباع وتجعل الايمان به لزاماً على قلوبهم ، والإنقياد له فريضة في أعمالهم.
هذه السبيل الفذ التي يبلغ بها غايته ، وليست
له سبيل سواها.
وبقي عليه وراء ذلك كله أن يفكر في شأن
أولئك الذين لا يكترثون لمخالفة الفروض ولا يبالون بمعاكسة الإيمان في إرضاء ميولهم وقضاء شهواتهم ، لا يأبهون لهذه ولا لتلك مادام الأمر أمر مخالفة أدبية خالصة ، لا ينتظر المقترف من ورائها حساباً ولا يحذر عقابا.
بقي على ذلك القانون الجامع أن يفكر في
شأن هذه الكثرة من الناس ، فلابد وأن يقيم لهم وازعاً ، ولابد وأن يرصد لهم جزءاً رادعاً. واذن فهو مفتقر الى ان يتخذ صبغة الدين وأن يكتسب منزلته وأن ينتحل خصائصه ، وان يحتوي حتى على ثوابه وعقابه.
واذن فهو دين ما دام يلتزم شموله في
النظرة ، وطريقته في الموازنة ، ودقته