الذي لا يحيد وبالرعاية التي لا تغفل ولا تنسى.
فهو إذن دائم الحياة ، دائم العلم ، دائم القدرة ، دائم الاحاطة ، دائم الحكمة.
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ).
* * *
واثر هذه العقيدة عظيم في استصلاح القلوب ، واستصفاء الضمائر ، وتزكية العلانيات والسرائر ، وربطها بالله مقدّر الموت والحياة ، وواضع القوانين والجزاء ، ومن بيده تصريف كل حركة واليه مردّ كل نسمة. بالله المحيط بخلجات القلوب. العليم بذات الصدور.
فان الايمان باليوم الاخر وبالميزان القسط فيه ، وبالقضاء العدل ، وبالجزاء الذي يخاف ويرجى. هذا الايمان متى تفجَّر ينبوعه في النفس وامتدت مجاريه الى أكنافها ، وعم رواؤه كل نواحيها ، ومتى نهلت ونمت منه مشاعرها واستقامت عليه رغباتها وأشواقها كان قوة عاصمة للنفس من أن يغترها زيف أو يخدعها طلاء.