في الدلالة على الموجد المبدىء المعيد وعلى علمه بما صنع ، وعلى حكمته فيما دبّر.
ومن يشك ومن يمتري في أن نقلة الانسان العجيبة في أطوار نشأته الأولى ، من يشك في أنّها تتطلب موجداً حياً يهب الوجود والحياة.
بصيراً يعلم دقائق العناصرومختلف الخصائص ، ويحيط بما يؤول اليه كل بسيط منها وبما يثمره كل تركيب.
قديراً تهيمن مشيئته على البسائط منها والمركبات ، وعلى المبادىء والغايات.
مدبراً يوجه كل طور منها بما يوائم الحكمة ويتعهد كل نشأة بما تدعو اليه الحاجة ؟!
ومن يشك ومن يمتري في أن احياء الأرض الميتة وإخراج النبتة الطرية يستدعي أيضاً كل ذلك ؟
من يرتاب في ان استخلاص ثمرة شهية أو زهرة شذية من عصارات يجود بها الطين ، وجزيئات يؤتيها الماء ، وغازات يمنحها الهواء ، وطاقة تهبها اشعة الشمس ، من يشك في أن استخلاص ذلك يتطلب علماً بدقائق علم الكيمياء وتفاصيل علم النبات ونواميس علم الحياة ، وبجزئيات عناصر الأرض والماء والهواء والضوء ثم قدرة كاملة على مد جزيء بحاجته ، وضم كل عنصر إلى إلفه ، وشد كل حجيرة إلى أختها وربط كل طور بغايته ؟.
ومد الموجد القادر العليم المدبر كل فرد
من بني الانسان ، وكل بقعة بقعة من فجاج الأرض بالحياة ، وبالتدبير وبالنظام الذي لا يختلف وبالتطور