والربو انتفاخ الأرض وتفتح مسامِّها
للعناصر الوافدة .
أنزل الماء على الأرض الهامدة فاهتزت
وربت ، إذن فقد استعادت الطاقة واستعادت الحياة واستعادت النشاط.
أما إنباتها من كل زوج بهيج فهو اثر
يعلن عن الحياة وليس من مقوماتها. وفي سورة فصلت :
(
وَمِنْ
آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَىٰ
إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
) .
هذا هو البعث احياء جسم فارقته الحياة.
وهذا هو النشور انتعاش حركة أخمدها
الموت.
يحسه الانسان ويلمسه ولا يرتاب فيه ولا
يجادل.
فلمَ يشك إذن ولم ينكر إذا أُخبر بمثل
ذلك عن نفسه ؟!.
إذا قيل له ستبعث وتنشر. ستعود لك
الحياة بعد الموت. ستتألف عناصرك بعد التفرق.
ستحشر وتحاسب. وستلقى جزاء ما قدمت من
عمل إن خيراً فخيراً وان شراً فشراً ؟!.
وبعد فان الاية الكريمة ذكرت نشأة
الانسان الأولى وذكرت حياة الأرض الثانية ونسَّقت بين المعجزتين في الدلالة على البعث ، ونسقت بينهما في الدلالة على القدرة ، ونسقت بينهما في الدلالة على التدبير ، ونسقت بينهما
__________________