موطناً للخصب ، وسبباً للبهجة. يأتي عليها بذاتها حين من الدهر ليس بالمديد ، فاذا الحركة راكدة ، وإذا الحياة هامدة ، فلا إحياء لبذرة ولا إنماء لودية ، ولا إرفاد لغصن ولا إمداد لساق.
لقد جف الينبوع فلا رفد.
وخمدت القوة فلا حركة.
وماتت الأرض فلا حياة.
ثم ماذا ؟.
ثم ينزل الماء فتنتفض الأرض انتفاضة الحياة ، وتتفتح فروجها للروح الدافق ، وتنبسط أساريرها للنشاط البادي.
وتستأنف الحياة ، وتجدد الحركة ، ويعود الدور ، فاذا كل نابتة تبتسم ، وإذا كل ذواية تزدهر.
( ترى الأرض هامدة ) هذه هي الحالة الراهنة التي تكون عليها الأرض اذ تودع الحياة.
همود فلا حس ولا حركة يقول الله سبحانه في هذه الآية.
وخشوع فلا ندى ولا بلّة كما يقول تعالى في سورة فصلت.
( فاذا أنزلنا عليها الماء ) ونزول الماء يعني نزول العناصر التي فقدتها الأرض ففقدت معها الحياة. ( فاذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ) وهذا تحديد علمي لصفة الأرض وهي تستجد الحياة. تحديد يعترف به العلم الحديث. يعترف به للحقيقة الثابتة. ولو أنصف لاعترف به كذلك القرآن العظيم !!
ولفظ الاهتزاز هنا يعني دبيب الحركة في الجسم مع دبيب الحياة.