المقصودة من ذلك التدبير الحكيم ، ولتلك القدرة القاهرة ، ولذلك الدين القيم الحنيف ؟.
إنهما ابتسار لا بلوغ غاية.
* * *
( وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (١).
وهذا مثال شاخص للبعث يعترض الانسان كل آونة ويراه في كل وجه.
للأرض حياة كما للانسان حياة.
للأرض موت كما للانسان موت.
نعم كما للكائنات الحية التي تتألف من عناصر الأرض ، وتحيى وتعيش على ظهرها ، وتغتذي وتنمو من ترابها ، كما لهذه المواليد حياة وموت فلأمها الأرض كذلك حياة وموت. وما حياة البنين الا قبسة من حياة الآباء.
وحياة الأرض هي هذه الطاقة التي توقظ البذرة اليابسة في أعماقها فتجذر ، وتحيي الجذر الهامدة في تربتها فينمو ، وترفد الساق النابت في ثراها فيفرع ، وتحبو الغصن من نشاطها فيورق ، وتهب الزهرة من روائها فتنضر ، وتؤتي الثمرة من زكاتها فتطيب وتزكو.
هي مبعث هذه الحركة الدائبة الدائمة ، ومصدر هذا الجمال النضير البهيج.
ويأتي على هذه البقاع حين من الدهر. على هذه الأرض التي كانت
__________________
١ ـ الحج ، ٥ ـ ٦.