ألفها من قبل للخلق الأول.
٢ ـ وأن قدرة هيمنت على هذا الكائن من قبل إن يوجد فأعدّت له المناهج وألفت له العناصر وأخضعته للقوانين وعاقبت عليه الأوامر وأظهرت فيه الخوارق وتعهدته في كل أدواره بما تدعو اليه الحكمة وتبدو فيه القوة والمكنة ثم لم تزل مهيمنة عليه طوال حياته لا تغفل تدبيره لحظة ، ولا يستغني هو عنها في آن. أن قدرة هذه هيمنتها على كل انسان لهي قدرة مستطيلة مطلقة لايمكن أن يستعصي عليها شأن من شؤونه ولا حال مرتقبة من أحواله.
٣ ـ والنظام الذي خطط انشأة هذا الكائن ، والتطور الذي مرّ عليه حتى أصبح انساناً تاماً سوياً له حزمه ونشاطه ووعيه وادراكه ، هذا التطور الدائب الذي لا يقف ولا ينحرف يدلنا على ان الانسان إنما خلق للكمال ، والطبيعة إنما تدأب في تسييره لتبلغ به هذه الغاية ، والمرء انما يكدح في حياته ليبلغها كذلك. وقد أتمّ الدين له هذا المنهاج ، وضمن له بلوغ الكمال الأعلى اذا اتبع هداه.
وإذن فلا ينتهي طريقه بالموت.
ولا ينتهي مع هذه الحياة أبداً.
ماموت ؟.
وما حياة فيما الانسان الى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً ؟.
هذان هما النهاية المحسوسة لنشأة
الانسان هذه ، فهل يجوز أن يكون هما النهاية الكبرى لذلك النظام الرتيب ؟ وهل يجوز أن يكونا هما الغاية