قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ... ) (١).
أو حين يقول : ( وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا * أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ) (٢).
ألا يتذكر فيستريح فان الشك عناء لاتتحمله النفوس المتزنة ؟.
ومن الناس من لا يؤمن بالحق ولو فاجأته بالف برهان.
لا يؤمن لأنه يتلذ بالشك ويتشهى الجدل. واعسر الادواء داء يقلب حسَّ المريض وينتكس بشعوره حتى يصبح لذة من لذائذه وشهوة من شهواته ... واكثر أدواء النفس من هذا النوع الفاتك. وشهوة الجدل طبيعة منكوسة مقلوبة غصت بالعلم فاستساغت الجهل ، وشرقت بالبرهان فاستمرأت الجدل !!.
من الناس من لا يؤمن لا لشيء ، إلا انه لايهوى الايمان ولا يستلذ طعمه. فاذا صدمته قوة البرهان لم يزد على أن يحرك رأسه حركة مبهمة مجهولة لايدري ما معناها. فلعلها حركة اضطراب للمفاجأة. ولعلها حركة عناد اكتظت به النفس فهو يروم التنفيس ، ولعله حركة تصديق مباغتة من حيث لا يشعر ومن حيث لا يريد ، ولعلها مزيج من كل أولئك فكل أولئك يطلب أن يكون ..
( وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ
__________________
١ ـ يس : ٧٨ ـ ٧٩.
٢ ـ مريم : ٦٦ ـ ٦٧.