يأمره الله
بالانطلاق ، ولا يتحرك حيث يأمره بالسكون ، ولا ينحرف به هوى ولا تهوى به غفلة ، ولا تؤخذ عليه نبوة.
ثم هو إلى هذه اللازمة النفيسة العاصمة
لا يجهل امراً من اوامر الله تعالى ولا حداً من حدوده ، ولا حكما من شريعته. لأنه لو صح أن يجهل شيئاً من ذلك لأمكن أن يقع فيما يخالف العدل ، أو يقرَّ ما يباين الحق.
والمخالفة الجاهلة أو الغافلة أمر
يتسامح فيه الإسلام مع العامة من الناس ، لأنه دين اليسر والسماح أما هذه المخالفات اذا وقعت من الممثل الاعلى فلا يتغاضى عنها الإسلام ، وما يكون له أن يتغاضى عنها. ذلك أنها لاتعد مخالفات فردية يحمد فيها التساهل. وانما هي مخالفات في ذات القانون نفسه ، وفي صدق تمثيله وضمان غايته فالاغضاء عنها والتسامح في أمرها تهافت لا يحتمله قانون يحترم نفسه ويحرص على بلوغ غايته.
فلابد إذن من النظر في أمر هذه
المخالفات ولا بد من العمل لها والتفادي عن الوقوع فيها.
وسبيل الله هنا أن يمد الفرد الذي
يصطفيه لهذه الزعامة بقوة عاصمة تقيه المزالق ، وتتعالى به عن النقائص.
بلى هذه هي الثمرة الطبيعية لذلك
الاتجاه.
حكومة إلهية تتلقى الأنظمة من تشريع
الله.
وخليفة معصوم يستلم أزمة الحكم بتعيين
الله.
وحكومة الرسول صلىاللهعليهوآله هي النموذج الذي
قدمه الإسلام من هذه الدولة ، وهي الحلقة الأولى من السلسلة المثالية التي أعدها الله لهذه الغاية.
وتوالت نصوص الإسلام تعضد هذه النتيجة
وتؤكدها ، فالنص يتلو