الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * هَٰذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ) (١).
أقرأت هذه النذر التي تستك لها المسامع من الهول ، وتنخلع لها القلوب من الوعيد ؟.
انها من أساليب القرآن في وعيد الظالمين.
والقرآن حين يذكر هؤلاء ـ في الأكثر ـ يعني بهم هذه الثلة من الناس التي تبدأ بظلم أنفسها قبل أي أحد ، فتجعل على قلوبها اكنة وفي آذانها وقراً أن تفقه معنى العدل وأن تستبين محاسنه وأن تسمع دعوة الله اليه ، ثم تندفع مع الشهوات وتتردى مع البدوات. وفي الآيات الكريمة السابقة ما يدل على هذا.
هذا هو المنهج الذي استنه الإسلام في تشريعه ولم يتنكبه قيد شعرة.
والنتيجة المحتومة لذلك أن الحكومة التي يقيمها الإسلام يجب أن تكون حكومة العدل المطلق ، وأن الرئيس الذي يعترف به الإسلام لهذه الحكومة يجب أن يكون ممثل العدل الاعلى.
حكومة تطبق عدل الإسلام في قوانينه فلا تقسو حين يتسامح الإسلام ، ولا تلين حين يشتد ، وزعيم يمثل عدل الله في دخيلة نفسه ، فلا يقف حيث
__________________
١ ـ ابراهيم : ٤٢ ـ ٥٢.