يقف في طريقه. العدل التام في جميع مناحي الإنسانية الكثيرة ، وآفاقها المتباعدة.
في غرائز المرء وركائزه وعوارضه وأهدافه ونزعاته وملكاته. وفي أجهزة المجتمع واعضائه وتخومه وحدوده وعلائقه وبوائقه ورئيسه ومرؤوسه.
العدل التام الكامل في كل هذه الأنحاء من الإنسانية ، بحيث لا يولي كنفاً منها اكثر مما يستوجب ولا يؤتيه أقل مما يستحق.
وفي القرآن الكريم نيف وخمسون آية تنعت دين الإسلام بالاستقامة وتحدد غايته بالقسط والعدل ، وفيه مئتان وأربعون آية تصف لأتباعه مغبة الظلم ، وتنذر الظالمين سوء المنقلب.
والقرآن شديد اللهجة حين يذكر الظلم ، رهيب الاسلوب حين يتحدث عن الظالمين ، يكاد يبطش بالجناة وهو يقدم اليهم النذر ، ويكاد يمسك باكظامهم وهو يوجه إليهم القوارع.
(
وَلَا
تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ
لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ * وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ
وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ * وَسَكَنتُمْ
فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا
لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ
مِنْهُ الْجِبَالُ * فَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ
رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ * يَوْمَ
تُبَدَّلُ