الطبائع ، والعقول المتباعدة في الادراك. عبقرية هي الفرد الاتم الأسمى في كل مجالات العبقرية ، بحيث يتفيأ ظلالها كل عبقري ، ويقبس من صلاحها كل مصلح ، ويستضيء بهديها كل هاد ، ويستكمل من عرفانها كل عارف.
هذه العبقرية الفريدة في الناس هي وحدها التي تقدر أن تنهض لله بالشرط حين يحملها عبء هذا الميثاق ، ويستودعها سرّ هذه الهبة ، ويمنحها شارة هذه الزعامة. وهي وحدها التي تطيق إن تستقبل وحي الله كاملا غير منقوص ، ثم تؤديه الى كل فرد من عباد الله كاملا غير منقوص. وهي وحدها التي تحسن إن توجه هداية الله الى خلقه توجيهاً مشعاً بالنور وافياً بالحاجة.
مشعاً فلا يطغى على البصائر لتعقيد ، ولا تزاور عنه العقول لوهن ، ولا تتجافى عنه لتهافت. وافياً فلا تزيد يلحقه بالفضول ، ولا قصر يقعد به دون المقصود ، ولا غموض يسف به عن الحكمة وينقطع به دون النتيجة.
توجيهاً يوائم عظمة الحق في تشريعه ، وعظمة الدين في مناهجه ، وعظمة الانسان في غايته ، بحيث تصطلح العقول المتباينة على اكباره ، وتجتمع على الافادة منه ، فيأخذ كل عقل منه ما يحتمل ، كالغيث يأخذ كل موضع منه بمقدار ما يتسع وتمتص كل نبتة منه بمقدار ماترتوي ، وكالكهرباء يقبس كل مصباح منه قدر ما يطيق ، ويفيد كل جهاز منه قدر ما يبتغي.
هذا العقل الفريد الذي يمد العقول كلها
فلا تنكر ، ويأخذ بأعضادها فلا تقصر ، وهذه الروح الذي يوجه الارواح كما يشاء ويتصرف في ملكاتها