حاجة الكائن هي التي تلد فيه العضو أو الجهاز الذي يبلغ به تلك الحاجة ، وقالوا : إذا بطلت الحاجة الى جزء من أجزاء الكائن أعدمت الطبيعة منه ذلك الجزء ، ومعنى ذلك أن الطبيعة حكيمة مقتصدة لاتؤتي الكائن من الاعضاء والاجزاء الا ما يوائم به بيئته ويدرك به ضرورته.
وقوانين الوراثة التي أقرها العالم وأحلها في الحقائق الثابتة لاتفضي الى هذه النتيجة ، وأثر البيئة والتربية الحازمة الرشيدة في توجيه موروثات الكائن مما لا سبيل الى انكاره في توجيه موروثات الكائن وان كان نباتاً أو حيواناً بله الانسان العاقل ذا الارادة والشعور.
بلى حتى النبات. وهو المسرح لتجارب ( يوحنا مندل ) مقرر قوانين الوراثة ومكتشف جيناتها ، وعوامل الوراثة فيه من أعتى العوامل على التقويم وأنآها عن التربية المقصودة ، من حيث أن النبات لاشعور له ولا إرادة ، وحتى أوصاف الانسان التي يبدو أنها لازمة ولا مدخل فيها للتربية كلون البشرة ومقدار القامة وحجم الرأس ، أقول حتى هذه الأنواع من عوامل الوراثة فانها وإن استعصت على التربية الا أن اثر البيئة في انمائها واضح.
ومواريث الكائن ليست سوى استعدادات قوية أو ضعيفة لأوصاف في الأسلاف أصلية أو طارئة. والخصائص التي تحدّث عنها هؤلاء القائلون ، وقالوا انها توجه سلوك الانسان وتقتاد إرادته وتخلق صفاته لاتثمر سوى هذه الاستعدادات الجسمية أو النفسية أو العقلية.
وهذه الاستعدادات الموروثة قد تفتقر من
نموها وقيامها صفات كاملة ناضجة الى تدخل البيئة وحدها فلا مكان معها لتربية ، ولا مجال بعدها