العينين أو سوادهما ، ولون الشعر وتقاطيع الوجه واشكال الاعضاء ، ولا حيلة له ولا لأحد سواه في استبدال شيء من ذلك ولا تحويره ولا قدرة للبيئة ولا للعوامل الأخرى على صرف ذلك الانسان الى وجه غير ذلك الوجه ، وايتائه صفة غير تلك الصفة.
ويرث من أسلافه قوة في بعض حواسه ، ومتانة في تركيب جسمه ، وحصانة فيه عن بعض الادواء واستعداداً لقبول بعضها ويرث من احدهم شذوذاً في طبع ، وتشويهاً في طرف ، وزيادة ونقصاً في عضو ولا خيرة له في قبول ذلك ورفضه ، ولا تجديه عناية مربٍّ ولا توجيه مرشد.
وكذلك يرث خصائص في تلافيف مخه وتكوين عصبه وتراكيب انسجته ، وجزئيات دمه ، وافرازات غدده ، تحدد ذكاءه وتكيف إحساسه وتنشىء مواهبه وتوجه إرادته في سلوكه وتخلق صفاته وملكاته. ولا ينتظر ان تكون له أو لأحد سواه يد في ذلك ولا طاقة على تهذيبه ، ولا سلطان على النقص منه أو الزيادة فيه.
هكذا يفسر هو معنى الوراثة ، ويهوّل امرها ويبعد بحدودها ، ويحملها اعباء كبيرة تضيق بها وتضعف عنها. ويدعي أن العلم يضع لها هذا التفسير ويقيم لها هذه الحدود ويحملها هذه الاعباء ؟!.
وهذه نتيجة لا يذهب اليها عالم طبيعي وهو يعني ما يقول.
لا يقولها عالم درس أسرار الطبيعة وسبر قوانينها وخبر طرائقها.
ان الانسان كائن له إرادة ، وإرادته
لاتتواجه إلا بعد شعور وموازنة وترجيح وتصميم ، وليس من خلق الطبيعة أن تؤتيه هذا الجهاز الكامل وهو غير مضطر اليه ، وبالأحرى وهو غير قادر على إعماله ، فقد قالوا : إن