الله ، وعظم عليه أن
يحكم عليها بالعبث فقال : العبث في المقادير ، ومن الغريب بعد هذا كله أن يعد الجبر عقيدة من عقائد الدين ، ودعامة من دعائم الايمان ، يدين بها لخالقه ويفسر بها عموم قدرته.
يقول : الله عام القدرة على كل شيء ، نافذ
المشيئة في كل كائن.
فلا يسوغ أن يكون الانسان مختاراً في
أعماله ، لأنه لو كان مختاراً في إصدار عمل لأصبح شريكاً لله في الايجاد !!
أسمعت ... ؟
هكذا يحتجون ...
ولماذا يكون الانسان شريكا لله في
الايجاد اذا كان مختاراً في العمل ؟.
ألأنه صار سبباً في وجود الشيء ؟ اذن
فلماذا لاتكون الأسباب الطبيعية شريكة لله في الايجاد كذلك ؟
أفينكرون سببيتها لوجود الشيء ؟
فقد سماه الله في القرآن اسباباً ، وهي
بعد ليست موضعاً للتشكيك.
أم يستسهلون الامر لأنها غير مختارة ؟
الله قادر. وعام القدرة على كل شيء ، ولا
جدال في ذلك من مسلم.
ولكنه الى جانب قدرته العامة عادل بلا
حيف وعام العدل في كل تقدير وحكيم بلا عبث وعام الحكمة في كل صنع وليس معنى عموم قدرته ونفوذه مشيئته ان نعرّي إرادته عن الحكمة أو نتهمها بالظلم أو نسمها بالجهل.
أما المعادلة بين هذه الصفات الكريمة
فستؤدي بالبداهة الى انه : « لاجبر ولا تفويض ، ولكن منزلة بين منزلتين » كما يقول الامام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام.