لتحفزه على التوجه
الى الله ولتدفع به الى التفكير فيه ، فما يكون له بعد أن يغفل وما يكون له ان يغضي ، وما يكون له أن يعتذر ، وكيف يغفل وكيف يغضي ومبدأ الفكرة ( الالهية ) مطوي بين جوانحه ، ودليلها القوي البسيط مطبوع في قرارة نفسه ، ولولا هذا الباعث الذاتي الى التوجه والطلب لأمكنت له الغفلة ولصح منه العذر ، ولكنها حكمة الخلق تمهد لحكمة الدين.
هكذا يستبطن الإسلام خفي الغرائز وكامن
النزعات ليفهم الانسان كيف يستخلص عقيدته من صريح الفطرة ، ثم يبني عمله على خالص العقيدة.
مالي ولهذا النوع من الحديث يستدرجني
إليه من حيث لاأدري ، ويصرف قلمي نحوه من حيث لاأعلم ؟ وقد أوعدت القاريء العزيز أن لا أتبسط. فلأعد الى نواحي الإسلام الاخرى ، أما هذا البحث فأرجو ان يكون موضوعاً لحديث خاص عن ( التوحيد في القرآن ) اقدمه للقراء اذا أمدني الله سبحانه بالمعونة والتوفيق.
* * *
الدين هو المنهاج السوي لتكامل الانسان في
رشده.
هذا مافصلناه من قبل ، واسلفنا شيئاً من
أدلته.
واذن فالدين نظام اختياري لا سبيل للجبر
فيه ولا مساغ للاضطرار ، لان تكامل الانسان في رشده اختياري لا سبيل للجبر فيه ولا مساغ للاضطرار. واذن فالسبيل لإثبات أي دين انما هو الاقتناع الكامل بصحة ذلك الدين ، ووسائله هي بذاته وسائل الاقتناع التي يعرفها العقل ويعول عليها في الاستنتاج.