ألستم في هذه المضائق تفزعون الى قوة
قادرة قاهرة توقنون أنها تسيطر على هذا الملكوت وتهيمن على تدبيره وتنتهي إليها سلسلة اسبابه ؟ أليست الفطرة تفزع بكم خاشعين الى هذا الموجود الاعلى تجأرون اليه بالدعاء ، وتنزلون به الرجاء ؟
ألستم تشعرون بسبب متين يشدكم الى اعلى اذا
تقطعت بكم الاسباب ، وبسند قوي يثبّت رجاءكم اذا انهارت منكم الآمال ؟ أليس هذا هو حكم الفطرة ساعة تستقل بالحكم ؟
والفطرة تستعلن أحكامها في أمثال هذه المآزق
.
فلماذا ترشدكم الفطرة ثم تضلكم الفكرة ؟!.
هذه القوة العظمى التي تؤمن بها الفطرة
وتتجه إليها الغريزة حتى عند أبعد الناس عن الحضارة ، وأقربهم الى حياة الغابة ، هذه القوة هي الاله الحق ، وتشريعه العادل لتدبير الانسان هو الدين الصواب ، والاعتراف به والانقياد لشريعته هو الايمان الصحيح ، وهذه الامور البدهية الناصعة هي ما يدعو اليه محمد صلىاللهعليهوآله
في دينه ، فهل في صدقه ريب لمرتاب ؟.
ولأمر ما أودعت هذه الركيزة في أعماق الانسان.
انها اودعت فيه
__________________