وضعها الاستعمار وبثها التبشير ، يرام بها إضلال المسلمين طريقهم وصدهم عن دينهم ، وفصلهم عن ينبوع قوتهم.
فلقد أيقن المستعمرون ان لاسبيل لهم على المسلمين مادامت لهم وحدتهم ، ولا سبيل لهم على المسلمين مادامت لهم قوتهم ، ولا سبيل لهم على المسلمين مادام لهم هذا الدين ، يحيون له ويحيى لهم ، يمدهم بكل صالح ، ويبذلون في نصرته كل غال.
إن الإسلام يسند أتباعه المستمسكين به قلباً الى قلب ، ويشدهم صلبا الى صلب ، ويضمهم روحا الى روح ، ويصل هذه القلوب والأرواح والقوى متفرقة ومجتمعة بالله رب العزة وخالق القوة ومالك القدرة والنصرة.
إن الإسلام يسند أتباعه المحتفين بتعاليمه هذا السناد المكين ، فهم قوة لاتطلق ولا يقام لها بسبيل لأنها موصولة المدد بالقوة العظيمة التي لا تتناهى.
ولا مطمع للذل والاستكانة في نفوس تكون لها هذه العزة وفي بلاد تكون لأهلها هذه الوحدة.
والغرب عدو ماكر متيقظ لابد له من أن يحسب لهذه القوة حسابها ومن أن يعمل لها عملها.
لامعدى له من أن يفصل بين المسلمين وبين دينهم إذا كان يطمع في استعمارهم وفي فرض سلطانه عليهم ، نعم. ولا معدى له من أن يبتكر الوسائل لهذا المقصد ، ويضع الخطط لهذا الغزو.
فمد أصابعه الى الثقافة ليبعد فيها
ويقرب ، وإلى قواعد التربية ليمحو منها ويثبت ، وإلى مناهج الحكم ليطيل فيها ويقصر ، وغرس في النفوس وغرس