لهمّتنا ، لعزيمتنا ، لشجاعتنا ، لمقدار الثقة التي عندنا بأحكامنا وبتقييمنا للأمور ، لنظرتنا المطلِقة الحرة المفتوحة على آفاق الحق والصواب والجمال والفضيلة ، لأحلامنا وحجمها وضخامتها ، ( ولقد قال رسول الله (ص) : « لو تعلقت هِمّة أحدكم بالثريا لنالها » ). فإذا كانت أحلامنا وآمالنا صغيرة كانت النتائج التي نحصل عليها صغيرة ، وإذا كانت آمالنا وأفكارنا كبيرة جداً حصلنا على نتائج كبيرة جداً.
إن هذه الآية الكريمة صرخة تدوّي عبر القرون تدعو بني الإنسان إلى ممارسة تلك الحرية الخلاقة الإبداعية التي أودعها الله تعالى في أصل تكوينهم من أجل تهيئة الجو العام الملائم لإقامة مجتمع فاضل سعيد. فلا تتوقّعنّ حصول المعجزات ، لا تنتظرنّ من الله تعالى أن يأتي إلى الظالم المستبدّ فيضربه على رأسه بعصاه كفعل الشُرطيّ ، أو أن يأتي إلى المظلوم فينتزع له حقَّه من ظالمه بتدخل مباشر ، نعم إن الله تعالى مع عباده المؤمنين بالتأييد والنصر ولكن ليس بمعنى أن يجلسوا في سكون وهدوء يتلُون الدعاء تلو الدعاء حتى يأتي نصر الله تعالى ، أنظر قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ