في معنى وماهيّة دور الإنسان وموقعه في العالم الأرضي سوف يُضفي نظره جديدة تماماً على كل شيء في هذا العالم وبالصورة أو الهيئة التي أرادها خالقُها ومكوّنُها أن تكون عليه لكي تستقيم أمورها وتجري في مسارها الطبيعي الذي يحقق للبشرية سعادتها وخيرها.
والنوع الثاني من السُّنن التي تحكم تأريخ وتطور المجتمع والتي ورد ذكرها في القرآن الحكيم هو ما جاء على صورة القضيَّة الشرطية ، هناك مقدمة ونتيجة ، فإذا تحققت المقدمة فقد تحققت النتيجة وذلك من قبيل الآية الكريمة : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الأعراف ـ ٩٦ ، وقوله تعالى : ( وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّاءً غَدَقًا ) الجن ـ ١٦. ومن هذا الباب قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) الرعد ـ ١١ فهذه الآية الكريمة تضع قانوناً يربط دخيلة الإنسان بعالمه الخارجي ، إنها تبيّن بأن حركة المجتمع ( القوم ) إنما تتبع قوامهم النفسي كجماعة وما يفكرون به وما يريدونه ويختارونه ويسعون إليه من أهداف وما يشكّل بواعثهم ودوافعهم في ذلك كله. عالمنا الخارجي ، حالتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، إنما هي أصداء وتَبَع