واستوطن الأرض ولكن على مرّ التأريخ كانت لتلك العلاقة التي تربطه بالطبيعة وبأخيه الإنسان تختلف اختلافاً واسعاً تجدها في ألوان الملكية والاستغلال لموارد الطبيع المختلفة وتجدها أيضاً في أشكال السيطرة والاستعباد التي مارسها الإنسان على أخيه الإنسان وهو الأمر الذي جرّ ألواناً من الأذى والشقاء والبؤس للجماعات البشرية على مرّ التأريخ ، بينما ترى القرآن الكريم يقول : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) البقرة ـ ٣٠ ، ونرى هذه الآية وهي تضع الحق في نصابه ، وترسم صورة ما يجب أن تكون عليه الأمور ، فليس هناك مُلك مطلق للإنسان وليس له حقُّ إستعباد امتلاك أخيه الإنسان بل هو خليفة لا يملك غير ما خوّله الله تعالى من ثروات ومن قدرات وهو تاركُها وراءه لا محالة فيعود كل شيء إلى من يملك الأشياء حقيقة الملكية وهو الله عز وجل ، وإنما كان كل واحد منا على طيلة حياته التي امتدت لبضع عشرات من السنين قد أُعطي حقَّ التصرف فيما يُسمّيه ملكاً له ( وليس كذلك في عين الواقع ) تخويلاً من الله تعالى ، بل أن وجوده كله كان استخلافاً من جانب الله تعالى ، وواضح أن هذا المعنى الجديد الذي يقدمه القرآن الكريم وهذا التقييم